الأحد، 11 مايو 2014



**الندى يشكو الجفاف **


أيها الرائع الذي سكن فيَّ سكنى السحر في القمر :
كنت أتقلب على إيقاع الألم الذي أمضني   وأنا أتذكر تعابير وجهك حينما كانت عاصفة من اللوم والقسوة تجتاحك من قبلي وتكاد تحطم قلبك الصغير
كانت عيناك تومضان ثم تذبلان وهما محملتان برثائية من الدمع والعتاب ولكن سورا ً من القسوة ضربته العجلة حولي فلم اعد أجد إلا أن أعاتبك ولكن لعتاب كان مؤلما وكان أكبر بكثير من حجم الخطأ  ولكنه ليس بأكبر من حجم الندم الذي كان يعتصر قلبي بين يديه 
كانت الأقحوانة تمد عنقها لكي تستحم بنور الشمس حيث أنها لمحت شعاعاً دافئا أحبت أن تمنحه شيئاً من عطرها بمقابل أن تنعم بالدفء قليلاً أرادت أن تتوهج قليلا لكي تنفح الجو بسحابة عطر تهديها لما حولها ولكن الغيوم تكاثفت لتجفف النور من على جبين الزهرة الحالمة و أرعدت لكي تعصف بما تبقى من هدوئها وهبت الرياح فتقطعت خيوط براقة من الحرير كانت عروقا تجري فيها المحبة والصلة لها بما حولها   هطل المطر غزيرا كان أكثر من أن يغسل أوراق الأقحوانة أقوى من أن يسقيها تناثرت بعض أوراقها متقطعة فبكت بكاء صامتا بدموع ساخنة ولكن يا لبؤسها  فبرودة الجو سلبت سخونتها وغزارة المطر التهمت دموعها   مسكينة  كانت تحمل باقة من اللطف تقدمها لمن حولها فتناثرت وتطايرت دون أن يلحظ أحد أنها هي التي جمعتها   حتى ذلك الطفل الذي التقط  على إحدى تويجاتها لم ينتبه أنها منها   رمقته بنظرة حنان وابتسمت من وراء دموعها ولكن لم تنجح في أن ترسم البسمة بشفتيها فضمتها بين جوانحها إلى حين آخر يعاود شعاع جديد من الشمس مداعبة خدها فتقدم له تلك الابتسامة على يد الشوق والسرور
بعد أن ذهبت في آخر لقاء طلبت منك ألا تحاول الاتصال   ولعلك كنت حينها تريد أن تراجعني في ذلك ولكنك لم تفعل حرصاً على عدم إغاظتي ولكني كنت أتحرق على أن تقف وتصر على عدم الطاعة وانك سوف تتصل وليكن ما يكون وكنت أنظر كل حين إلى الهاتف راجيا منه أن يرن برقمك ولو زورا كنت أتمنى أن يرن أي رقم فتخطئ ذاكرة الهاتف فأرى رقمك الرائع لأحسب أنني مازلت في ذاكرتك وما زال الدفء يغمرني لأن روحك ترف حولي كنسمة الصبح البهية وكلما تحركت خارج البيت أو الغرفة كنت أركض إلى الهاتف لأستعرض الأرقام الواردة لعلك اتصلت في حال انشغالي  ولكني لم أرجع بشيء من ذلك  فآثرت النوم على جمر الانتظار احترق بساعاتها لحظة إثر لحظة وقد تطاولت الساعات وامتلأت   اضطربت معاني الزمن فلبست الساعة معنى اليوم واللحظة معنى الزمن البطيء
  فمتى يسفر عن إطلالتك البهية الزمن الثقيل   اشتقت إليك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق